
منذ بداية التكليف والمسؤولية، منذ أن تدخل مرحلة التكليف، أصبحت في حالة رصد دائم، أحاطك الله بملائكة موكلين بك، مهمتهم الدائمة طول وجودك وما دمت في موقع المسؤولية توثيق كل تصرفاتك وأعمالك، يقول الله سبحانه وتعالى: (إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد)، أنا الآن أتحدث معكم، عن يميني وعن شمالي ملكان موكلان بي، كل منهما حتى في هذه اللحظة يؤدي دوره في توثيق ما أقول، كل منا أين ما كان في أي مكان، وفي أي لحظة وفي أي ظرف هو، عن اليمين وعن الشمال قعيد، ملازم على طول، لا يفارقك نهائيا، ولا يغيب عنك لحظة، ومهمته هي هذه، مهمة التوثيق الدقيق والرصد الشديد، (ما يلفظ من قول)، تخيل إلى هذه الدرجة، ما تتكلم من كلمة واحدة، (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)، هذه الرقابة دائمة على كل لفظ تقوله وتتلفظ به وتنطق به، ما هناك غفلة عنك، يمكن غفلوا عنك يوما من الأيام أو لحظة من اللحظات أو أمام كلمة أو جملة من الكلام قلتها فلم ينتبهوا لها بخصوص تلك الكلمة، ولا يحتاجون منك إلى أن تعيد الكلمة أو أن يستفسروا منك، ها يا أخي لم ننتبه، عفوا، ما هي الكلمة التي كنت قلتها؟ أعد من فضلك الجملة لنسجلها، لا، لا يفوت شيء أبدا، ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد، أنت مرصود لهذه الدرجة، وأنت محاط بهذه الرقابة الشديدة والمستمرة التي لا تنفك عنك، على طول، على طول، يقول الله جل شأنه: (وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون)، عليكم حافظين، حفظة، يحفظونكم ويحفظون ما تعملونه، يوثقونه عليكم، عملية توثيقية، وليس فقط استذكارا يستذكرونه
اقراء المزيد